ما قبل لوياك عدن
في صيف 2014، قام وفد من لوياك الكويت بزيارة "مستشفى الكويت" بمنطقة الوهط التابعة لمحافظة لحج باليمن، حيث ترأست الوفد السيدة/ فارعة السقاف - رئيس مجلس إدارة لوياك والعضو المنتدب- وكانت الزيارة بغرض حضور افتتاح المستشفى، والذي ساهمت لوياك بدعمه وتجهيزه ببعض المعدات وما يقارب 25 سرير من خلال إطلاقها سوق خيري في مقرها في الكويت.
حملت معها تلك الزيارة بذور التعاون المشترك بين لوياك الكويت ومؤسسات المجتمع المدني في اليمن، حيث تمت دعوة لوياك لحوارات ولقاءات متنوعة مع قيادات المجتمع المدني ومدراء المديريات في اليمن، اللذين كانوا على أتم اطلاع ودراية بالدور الهام الذي تقوم به لوياك في المنطقة لتمكين الشباب والمرأة، وكان مفاد تلك اللقاءات مطالبة لوياك بفتح مكتب تابع لها في اليمن لضرورة الوقوف على احتياجات المرأة والطفل في الجنوب اليمني، وتحديدا في مدينتي عدن ولحج.
لوياك عدن أثناء الحرب
بعد جهد كبير ودراسات عدة، قررت لوياك الكويت إنشاء "لوياك عدن،" لتركز فيه على تمكين المرأة اليمنية من خلال توفير مصدر رزق لها، وتنمية شخصية ومهارات الطفل اليمني من خلال إنشاء نادي رياضي له مخصص لكرة القدم، يحابي مثال أكاديمية أي سي ميلان التابعة للوياك في الكويت، وتبلورت الجهود على هيئة مشغل خياطة للمرأة لتنتج الزي الرياضي لنادي كرة القدم بحيث تستفيد النساء والأطفال في آن واحد، إلا أن الحرب باغتت المخطط والتنفيذ، بالتالي تغيرت الأولويات، وأصبح البديل هو انخراط مباشر في الوضع اليمني الطارئ من خلال توفير وتوصيل الاحتياجات الأساسية كالغذاء والغاز للأسر اليمنية التي تعاني من أهوال الحرب وحصاره.
لوياك عدن بعد الحرب
في صيف 2015، وبعد انتهاء الحرب، استجاب لوياك عدن لمتطلبات الظرف اليمني من خلال إعلان مشروع ترميمي على يد شباب لوياك، حيث تم إعادة ترميم وتنظيف الأماكن العامة والمعالم الأثرية والتاريخية التي دمرت أثناء الحرب، مثل كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي وقصر سلطان لحج، كما تم التركيز على المعونات الإنسانية كالسلال الرمضانية وهدايا العيد. انطلق لوياك عدن بعدها في تصميم برامج تخصصية تواكب الاحتياجات اليمنية الجديدة، مثل برنامج "المساحات الآمنة" بالتعاون مع الأمم المتحدة، والذي درب شباب لوياك على كيفية اكتشاف والتبليغ عن الألغام بهدف نقل تلك المعرفة لطلاب المدارس من خلال قيام لوياك بزيارات ميدانية توعوية للمدارس، إضافة إلى برنامج "سأكون بخير" المخصص لعلاج الأطفال من اضطرابات الكرب وما بعد الصدمة باستخدام الفن.
أما بخصوص المرأة اليمنية، فقد تم تصميم برنامج "أعطها فرصة" في 2016 الذي يقدم خدمات التعليم والتمكين للمرأة في الجنوب اليمني (عدن ولحج) وامتد لاحقا إلى حضرموت. ينقسم البرنامج إلى ثلاثة مراحل، بحيث يعنى أولها بمحو الأمية لدى المرأة اليمنية، ويعطيها ثانيها التدريب المهني اللازم في العديد من المجالات كالخياطة والتجميل، وصنع البخور وتركيب العطور، وذلك لمنحها الاستقلال المادي والحرية الاقتصادية، أما آخر مرحلة فتقدم للمرأة اليمنية قروض صغيرة كرأس مال لتبدأ مشاريعها وخدماتها الخاصة